قمة الرياض لم ترقى لمستوى التحديات وطغيان دول التطبيع

قمة الرياض لم ترقى لمستوى التحديات وطغيان دول التطبيع

  • قمة الرياض لم ترقى لمستوى التحديات وطغيان دول التطبيع

افاق قبل 5 شهر

قمة الرياض لم ترقى لمستوى التحديات وطغيان دول التطبيع 

المحامي علي ابوحبله 

نتائج القمة العربية الإسلامية الاستثنائية غير العادية، التي عُقدت، السبت في 11/11/2023 ، بالعاصمة السعودية الرياض. عكست حالة العجز الذي عليه  النظام العربي  والدول الاسلاميه  وعجزت عن تصدير قرارات رادعه يكون بمفعولها وقف الحرب على غزه .

لم يتمكن المجتمعين بالرياض بمؤتمرهم اتخاذ موقف ينتصر لفلسطين  وغزه ، ولو بالحد الأدنى فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية ، وعجز النظام العربي  لم يكن وليد اجتماعات قمة الرياض  ،، ما سطرته ألجامعه العربية من قرارات على مستوى وزراء الخارجية العرب يضاف لتاريخ ألجامعه العربية حين أسقطت مشروع قرار إدانة التطبيع في جامعة الدول العربية الذي طرحته دولة فلسطين لعدم التوافق ويدلل على سقوط ألجامعه العربية وحرف مسيرتها ، وتحللها من كافة التزاماتها وتعهداتها على اعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا

لقد سقطت ألجامعه العربية وأصبحت فاقده لوجودها حين شرعت الحرب على العراق وشرعت للقوات الامريكيه احتلال العراق وحل الجيش العربي العراقي بقرار برايمز ، وحين تخلى العرب عن التزامهم بتامين حماية الرئيس الشهيد ياسر عرفات حين حاصرت قوات الاحتلال ألمقاطعه أثناء اجتياح مقر ألمقاطعه

وفقدت ألجامعه وجودها حين تم الهيمنة على قراراتها وجمدت عضوية سوريا 2011 وفرضت على سوريا ألمقاطعه ألاقتصاديه وسعت لتدويل الصراع على سوريا ووضع سوريا تحت الفصل السابع وشرعت للتدخل الخارجي في سوريا ، وجردت ألجامعه من كونها جامعه عربيه حين شرعت للناتو بالتدخل في ليبيا ، وهي من ساهمت بتأجيج الحرب على اليمن وأيدت حرب التحالف على اليمن ، وألجامعه العربيه تثبت تجردها من كونها عربيه وخلعت عباءتها العربية لتكسي بالثوب الصهيو امريكي لتسقط بند التطبيع من نظامها الداخلي بعد ان أسقطت ألمقاطعه ألاقتصاديه عن دولة الاحتلال وأسقطت مشروع أدانه التطبيع

إن الدول المهيمنة على مقدرات ألجامعه العربية  المتمثلة في دول الطغيان للتطبيع العربي هي التي حالت دون اتخاذ قرارات لتجميد العلاقات مع إسرائيل وتفعيل المقاطعة مع إسرائيل ووقف تصدير النفط  واتخاذ موقف من أمريكا لدعمها لاسرائيل ومشاركتها بالحرب على غزه .

 حقيقة لم نلمس موقف عربي يقود لتامين الحماية للأطفال الفلسطينيون والنساء الفلسطينيات الماجدات وهم يقتلون بأيدي القوات الاسرائيليه وتهدم بيوتهم بحرب تطهير عرقي لم يشهد لها التاريخ مثيلا  على مسمع ومرأى الحكام العرب دون إبداء موقف رجولي يعبر عن غيره عربيه للتصدي لإسرائيل ووقف  حربها على الفلسطينيين وشهدنا ذلك في مواقف ألجامعه العربية التي لم تحرك ساكنا حين حوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر ألمقاطعه ، وحين قصفت ودمرت إسرائيل قطاع غزه 2008 و2012 و2014 وكان العرب للأسف جزء من أدوات محاصرة غزه وإغلاق معبر رفح .

لقد اعتدت إسرائيل على كامل أرض فلسطين في 1948، فسيطرت على مساحة شاسعة فأصبح أمراً واقعاً، ثم تمادت في 1967، وطالب العرب بحل الدولتين  على حدود "يونيو 67" وأيدت القرارات الدولية ذلك، ثم تمادت اسرائيل أكثر فأكثر فلم تثنها لا القرارات الدولية ولا المطالبات العربية، حتى أصبحت غزة  وجهة إسرائيل بحرب أباده وتطهير عرقي لم يشهد لها التاريخ مثالا ، وللأسف نجد من بين حكام القمة من يساوي بين الجلاد والضحية دون تصدير موقف يقر بمشروعية حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال 

وإذا كانت المواقف الرسمية المعلنة للبعض من دول النظام العربي  والإسلامي تقف مع القضية الفلسطينية ظاهريا فإن المواقف غير المعلنة في منتهى التخاذل والانبطاح بل في مستوى بيع القضية الفلسطينية والحض على التخلص من المقاومة االفلسطينيه  بكل مكوناتها وهي حق مشروع شرعته القوانين الدولية وأعطت للاقليم المحتل حق مقاومة الاحتلال حتى تحقيق المصير وتحقق الاستقلال  

ورغم الموقف الأمريكي المنحاز كليا لإسرائيل ومشاركته بالحرب على غزه  وكذلك الموقف الغربي فان قمة الرياض العربية والإسلامية عجزت عن إدانة الموقف الأمريكي والغربي ولا نغالي أن مخرجات القمة في غالبية بنودها تناهت إلى ما كانت تصبوا إليه أمريكا والغرب 

تمخضت القمة عن بيان مشترك يضم 31 بند لم يظهر بند واحد منهم مدى قدرة القيادة السياسية للدول العربية والإسلامية على اتخاذ موقف إيجابي يحدث تغيير ميداني كبير علي مستوى الأحداث التي تعرضت لها غزة من إبادة وتهجير ناحية الجنوب!

ومن بعد تكليف الأمين العام للجامعة العربية  لمتابعة وتطبيق بنود مخرجات القمة تضيع معها الحقيقة وتضيع القضية ولا جديد تحت الشمس!!. وفي نهاية المشهد تأتي القمم وتذهب بذيل الخيبة والندامة ولا تكون مصدرا للتنفس والحركة أو أملا في التغيير أو اتخاذ القرار الصحيح لتحقيق المساندة والدعم الإنساني لأهل غزة المحاصرين منذ سبعة عشر عاما كاملة!!

ان مواقف أكثر المجتمعين من الزعماء والرؤساء والملوك لا تبشر بالخير ولا تنبيء عن أمل في موقف يستحق الثناء أو الشكر والتقدير!! خاصة دول طغيان التطبيع العربي وهيمنتهم ومصادرتهم للقرار السيادي العربي 

لو تخيلنا حجم القوة العسكرية التي يمتلكها أصحاب الفخامة والسمو المشاركين في القمم لوجدنا أنها تكاد تكون نصف القوة العسكرية التي يمتلكها دول العالم كله لكنها فشلت فشلا ذريعا في اتخاذ قرار يسمح  حتى بإدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية والطبية؛ ولم تجدي تلك القوة في حفظ ماء وجه المجتمعين أو كرامتهم!!.

على مدى سبعة عقود ونيف متتالية ضاعت كل فلسطين في متاهات القمم العربية  والمفاوضات ولم يتبقى من زمن الأقزام غير معجزة  ثبات الشعب الفلسطيني  ومقاومته التي شرعتها القوانين الدولية ولا أعتقد أن القمم العربية سوف تكون داعما لحق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بقدر محاولة التخلص من القضية الفلسطينية وتصفيتها .

ان البيان الصادر عن تلك القمم العبثية هو بيان عبري بإمتياز، حيث أنه يحمي الكيان الصهيوني ويمثل القبة الحديدية  في مواجهة الحق الفلسطيني ومشروعية مقاومته ؛ وأن ما أسفرت عنه  قمة الرياض لا يعدوا بيانات حبر على ورق  ولا تفيد الفلسطينيين وتخلصهم من الاحتلال 

إن بشاعة ما يحدث ميدانيا من استهداف إسرائيل للمستشفيات والأبنية المدنية وقتل وإبادة للمدنيين هي جريمة حرب بموقف عربي عجيب وغريب ومستهجن  لا يترتب عليها غير مزيد من التغول ومبررات سفك الدم الفلسطيني وتدمير لكل مقومات الحياة وتدهور الأوضاع وسحب المنطقة إلى حرب طويلة المدى، لم يدرك  النظام العربي خطورة هذا المسار!!

وعلى دول الطغيان دول التطبيع أن تدرك أن صفحة التطبيع قد طويت وأن مراهنتهم خاسره ومواقفهم خسرتهم الكثير لان إرادة الشعوب أقوى من طغيانهم ونظم حكم المستبدة ومواقفهم ستكلفهم الكثير وقد تجردت نظم حكمهم من شرعية شعوبهم التي ستنتصر وتنقلب على نظم الاستبداد المتاسرله  المتامركه هذه النظم  فضلت السير في ركاب  المخططات الصهيو أمريكية باتجاه مغاير لتطلعات شعوبها  وتناست قول الشاعر ابوالقاسم ألشابي

 إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

 

 

التعليقات على خبر: قمة الرياض لم ترقى لمستوى التحديات وطغيان دول التطبيع

حمل التطبيق الأن